الماء هو العنصر الأهم لبقاء الكائنات الحية على قيد الحياة، حيث يلعب دورًا أساسيًا في جميع العمليات الحيوية، ولكن هل يمكن أن ينقلب الأمر ويتحول الماء إلى سم يهدد حياة الشخص؟ تابعونا في هذا المقال لتتعرفوا على التسمم المائي وأهم أعراضه وأسبابه.
ما هو التسمم المائي؟
هي حالة يمكن أن تؤثر على العديد من وظائف الجسم خاصةً المخ نتيجة لتناول كميات كبيرة جدا من الماء، وتعرف هذه الحالة باسم water intoxication أو water poisoning أو hyperhydration وتتسبب في التأثير على الإلكتروليتات الموجودة داخل الجسم وتؤدي إلى تخفيفها خاصةً الصوديوم.
ونتيجة لحدوث انخفاض الصوديوم في الدم والمعروف باسم hyponatremia تبدأ السوائل بالانتقال من داخل خلايا الجسم إلى خارجها، مما يؤدي إلى تورم الخلايا وحدوث مشاكل صحية خطيرة.
أعراض التسمم المائي
يمكن أن تتعرف على الأعراض التي يمكن أن تصيب الشخص في حالة حدوث تسمم الماء، والذي قد ينتج عن شرب كميات من الماء تتراوح ما بين 3-4 لتر في فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز عدة ساعات، حيث تتمثل أضرار كثرة شرب الماء بكمية كبيرة في وقت قصير في التالي:
-
الشعور بالغثيان والذي قد يتحول إلى حالة من القيء.
-
الشعور بالصداع وألم بالرأس.
-
حدوث مشاكل في العضلات تظهر على شكل تشنجات أو انقباضات.
-
شعور الشخص بالإرهاق والنعاس.
وتعتبر هذه الأعراض هي الأعراض المبدئية، ولكنها يمكن أن تظهر بشكل أكثر حدة، فيمكن أن يعاني الشخص من أعراض تهدد حياته، كما يلي:
-
عدم القدرة على التنفس.
-
ارتفاع شديد في ضغط الدم.
-
الارتباك وعدم القدرة على التعرف على الأشياء من حوله.
-
الشعور بازدواجية في الرؤية.
هذا بالإضافة إلى تأثيره الأكبر على المخ، والذي قد يؤدي إلى تكون الوزمة الدماغية، والتي قد تؤثر على الجهاز العصبي ويمكن أن يتحول الأمر إلى تلف في المخ وحدوث نوبات أو غيبوبة أو حدوث الوفاة في بعض الحالات.
أسباب التسمم المائي
يمكن أن يحدث التسمم المائي نتيجة لعدة أسباب، بالرغم أنه من الحالات النادرة لأن الشخص لا يستطيع استهلاك هذه الكميات الكبيرة في هذه الفترة القصيرة.
ولكن في حالة تناول الكثير من الماء قد تعجز الكلى عن التخلص من هذه السوائل الزائدة، فهي لا تستطيع إلا التخلص من كمية تتراوح ما بين 0.8 إلى لتر واحد من الماء في الساعة الواحدة.
وفي الغالب يمكن أن يظهر التسمم المائي لدى الرياضيين الذين يقومون بممارسة السباقات الرياضية أو الأنشطة الرياضية وغيرها، أو عند القيام بنشاط جسدي قوي جدًا، أو الاشتراك بسباقات الركض، أو في حالة التدريب العسكري، أو إذا كان الشخص مصابًا بأحد الأمراض العقلية مثل الشيزوفرينيا واضطرابات الشخصية واضطرابات الذهان ويعرف هذا النوع باسم العطاش النفسي.
وفي جميع هذه الحالات سواء كنت قد استهلكت كمية كبيرة من الماء، أو لم تستطع الكلى التخلص من الماء الزائد فقد يحدث نتيجة:
-
تناول بعض أنواع الأدوية المضادة للذهان.
-
تناول مدرات البول.
-
تناول حبوب الاكستاسي (حبوب السعادة) وهي أحد أنواع المنشطات.
-
الإصابة بفشل القلب الاحتقاني.
-
الإصابة بأحد أمراض الكلى أو الكبد.
-
ارتفاع نسبة السكر وعدم التحكم فيه.
-
تناول أدوية مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
علاج التسمم المائي
في حالة شعرت بأي من أعراض تسمم الماء، فيجب عليك التوجه للطبيب على الفور، والذي سيقوم بفحصك وسيعرف ما إذا كانت هذه الأعراض ناتجة عن التسمم المائي أو لا مع إجراء بعض الفحوصات الجسدية أو الفحوصات المعملية كتحاليل الدم والبول.
وبناءًا على نتيجة الفحوصات والتحاليل سيتم معرفة الحالة والسبب الذي أدى إلى حدوثها ومن ثم اتباع إحدى طرق العلاج التالية:
-
استخدام مدرات البول بهدف التخلص من الماء عن طريق إنتاج كميات أكبر من البول.
-
إذا كان الأمر ناتج عن مشكلة طبية فسوف يتم حل المشكلة باستخدام الأدوية المناسبة لها.
-
تقليل كمية السوائل التي يتم تناولها.
-
التوقف عن الأدوية التي يتم تناولها إذا كانت سببًا في حدوث الحالة.
-
تعويض الصوديوم وذلك في الحالات الخطيرة.
تذكر أنه بالرغم من أهمية الماء إلا أن تناول الكثير منه قد يكون مميتًا خاصةً إذا تم تناول كميات تصل إلى 20 لتر أو أكثر يوميًا، ويجب ألا يتم تناول ما يعادل 3 لترات أو أكثر في فترة قصيرة، وذلك حتى تستطيع الكلى التعامل مع الماء الموجود بالجسم والتخلص منه، وأنك تحتاج فقط إلى استهلاك 3.7 لتر من الماء يوميًا إذا كنت رجلًا أو 2.7 لتر إذا كنتِ أنثى، وذلك للحفاظ على نسبة الإلكتروليت في الجسم.
المصدر / دايلي ميديكال انفو