عندما يكون دخلك الشهري منخفضاً لدرجة أنه لا مجال للادخار، ما العمل؟
كيف يُمكن حل هذه المشكلة بطريقة ممنهجة؟
بسم الله، قبل مدة، تواصل معي أحد الأصدقاء المتابعين الرائعين (شرواكم) وأخبرني أن دخله الشهري 3 آلاف ريال، ولديه قرض يكلفه 1800 ريال شهريا أي أن المتبقي من دخله فقط 1200 ريال، ويرغب في نصيحة تفيده للادخار
أجبته مباشرة: “إذا استطعت أن تكمل الشهر كاملا بـ 1200 ريال دون أن تحتاج إلى الاقتراض أقوالك بكل إعجاب” كثر الله خيرك وبيض الله وجهك ”
لنكن واقعيين وصادقين مع أنفسنا، لا يمكن أن تطلب من شخص أن يدخر من مبلغ 1200 ريال في ظل الأسعار الحالية.
الرجل بكل تأكيد يعيش في وضع”ربط الأحزمة والتقشف” ومحاولة الوصول لأقصى ترشيد للاستهلاك، ومن غير المعقول أن أقترح عليه طرق للادخار وترشيد الاستهلاك والحل الوحيد في وضعه هو زيادة الدخل.
بداية يجب أن نعرف أنه لا يوجد حل سحري لزيادة الدخل، لزيادة دخلنا يجب أن نعمل ونجتهد في الاتجاه الصحيح، ولكل شيء تكلفة، والله تعالى يقول:” إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم “(الآية 11- سورة الرعد)، و التغيير يبدأ منك أنت!.
وحتى نبدأ في التغيير يلزمنا التركيز على الدائرة التي نتحكم فيها ويكون القرار فيها لنا بالكامل،يمكننا أن نحزن لسنوات دون اتخاذ خطوة عملية حتى ولو رافقتنا نية تحسين الأوضاع،لكن الحل يبدأ بالعمل نحو الاتجاه الصحيح،واتخاذ الخطوات الأولية التي تغير النتائج وتنعكس إيجابا على دخلنا
لتأسيس منهجية في إيجاد حلول لزيادة الدخل
-السؤال الأول: ما هي وظيفتك وما هي مؤهلاتك؟ الجواب على عدة حالات:
مثلا إذا كان راتب الوظيفة أقل مما يدفعه السوق (يعني يكون تخصصي محاسبة ووظيفتي محاسب في شركة براتب 3 آلاف والسوق يدفع 6 آلاف لوظيفة المحاسب).
أو أن تكون مؤهلاتي ترشحني لوظيفة في مجال آخر براتب أعلى فالحل بكل بساطة أن أبدأ من الآن بالبحث عن وظيفة أخرى تتناسب مع المؤهل الذي أحمله وبدخل أعلى.
ولتوضيح الفكرة، لو كنت تملك مشروعك الخاص واحتجت موظف كاشير فلن تدفع راتب أعلى مما يدفعه السوق، حتى لو كانت مؤهلات الموظف دكتوراة في المحاسبة، لا يهمك ذلك، لأن طبيعة الوظيفة تطلب مؤهلات ذات مستوى معين بغض النظر عن مؤهلات وقدرات الراغب في الوظيفة وستدفع بالتأكيد سعر السوق.
كنت قد تحدثت من قبل عن كيفية البحث عن وظيفة، وأهم المهارات التي يجب أن نتعلمها ونتقنها قبل البحث عن وظيفة، وقمت برفعها على اليوتيوب سابقا، بإمكانكم الاطلاع على الفيديو عبر هذا الرابط:
الحل أن أعمل كموظف مستقل أو ما يسمى” الفريلانسر Freelancer “بمعنى أن أعمل في مجال تقديم الخدمات بمقابل، مثلا لو كنت أتقن الترجمة أو التصميم أو عمل عروض باوربوينت ، أو كتابة على وورد أو إدخال بيانات على الحاسب، أو أي مهارة أخرى؛ أستطيع بيع خدماتي عبر مواقع الخدمات المستقلة
مثل موقع خمسات
أو موقع مستقل
أو موقع بحر
وستجد نفسك في بحر من الفرص، وكلها منصات عربية تستطيع بيع خدماتك على الإنترنت دون مغادرة منزلك.
مع العلم أن هناك مواقع أكثر بكثير لو كنت متقنا للغة الإنجليزية.
وآخذ قليلا من وقتي تدريجيا في الاطلاع على الخدمات المقدمة وأسعارها، وصدقني ستتولد لديك أفكار لم تكن تخطر في بالك.
لكن ماذا لو كنت أعمل بوظيفة تناسب مؤهلاتي وفي نفس الوقت راتبها منخفض لكن للأسف هذا سعر السوق لهذه الوظيفة، لنفترض جدلا 3 آلاف شهريا، كلنا نتفق أنه راتب منخفض، فما الحل؟
أما إذا كنت لا تملك أي مهارات تستطيع بيعها، (وهذا مستحيل في هذا الزمن) لكن لو فرضنا ذلك أنصحك بشيئين:
1- ابدأ فورا بتطوير مهارة تستطيع الاستفادة منها لبيع خدمة، وحاول أن تتقنها لدرجة أن تكون أفضل من 90% من الموجودين في السوق
.أحد المتابعات تخبرني أن دخلها المستقل وصل إلى 5 آلاف ريال فقط من هوايتها التي تحبها وهي مونتاج مقاطع الفيديو وهي تعيش في محافظة صغيرة ورأس مالها فقط” لاب توب “وخط إنترنت فقط
2- ابدأ اليوم باستخدام الموارد المتاحة لك: مثلا لديك سيارة، لماذا لا تجرب العمل مع مثلا
مرسول
@AppMrsool
أو أزهلها
@Ezhalhasa
أو كريم
@careemksa
أو أوبر
@Uber_KSA
أو جاهز
@JahezApp
وكلها أدوات ستولد لك دخلا إضافيا فقط باستغلال معرفتك للقيادة.
كذلك تستطيع العمل بمهارتك اليومية العادية مثلا في مجال الطبخ، أو في مجالات غير معقدة مثل إدارة حسابات مواقع التواصل الاجتماعي، المهم أن تبدأ بأي مورد متاح لك الآن وفوراً.
أخيرا وهذه ليست نصيحة علمية لكن التوفيق من الله، فاحرص على التوكل وطلب الخير من الله”ومن يتوكل على الله فهو حسبه “(سورة الطلاق: آية 3)، أسأل الله أن يرزقنا وإياكم الرزق الحلال ويبارك لنا فيما رزقنا..
إعداد: عاصم الرحيلي