أكد ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان، أن المملكة تعمل اليوم على فرص شراكة مع الولايات المتحدة بحجم 600 مليار دولار، من بينها اتفاقيات تتجاوز قيمتها 300 مليار دولار تم إعلانها خلال المنتدى الاستثماري السعودي الأمريكي. وأضاف أن العمل جارٍ خلال الأشهر القادمة على تنفيذ المرحلة الثانية لاستكمال بقية الاتفاقيات، بهدف رفع إجمالي الشراكة إلى تريليون دولار
وأوضح ولي العهد أن الولايات المتحدة تُعد من أكبر الشركاء الداعمين لرؤية المملكة 2030، مشيرًا إلى أن الشراكة الاقتصادية بين البلدين تستند إلى أسس راسخة من التعاون والاستثمار المشترك.
ولفت إلى أن الاستثمارات المشتركة تمثل إحدى الركائز الأساسية في العلاقات الاقتصادية بين السعودية وأمريكا، لافتًا إلى أن الاقتصاد السعودي يشهد نموًا متسارعًا، ويُعد حاليًا الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، بفضل الإصلاحات الاقتصادية والفرص الاستثمارية التي توفرها رؤية 2030.
وأشار ولي العهد إلى أن المملكة والولايات المتحدة الأمريكية تجمعهما علاقة اقتصادية عميقة تعود جذورها إلى أكثر من 92 عامًا، مشيرًا إلى أن هذا التعاون التاريخي أسهم في بناء شراكات استراتيجية قوية بين البلدين في مختلف المجالات.
جاء ذلك خلال كلمته في منتدى الاستثمار السعودي – الأمريكي، حيث شدد على أهمية تعزيز هذه العلاقة بما يخدم مصالح الشعبين ويدعم التنمية والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف أن هذه الشراكة المتنامية تمثل امتدادًا للتعاون المتعدد بين البلدين في المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية والتقنية، مشيرًا إلى أن هذا التعاون يسهم في تعزيز المنافع المتبادلة، ويدعم فرص العمل داخل المملكة، ويسهم في توطين الصناعة.
وبين ولي العهد أن الولايات المتحدة تُعد وجهة رئيسية لصندوق الاستثمارات العامة، حيث تستحوذ على نحو 40% من استثماراته العالمية. وأشار إلى أن هناك 1300 شركة أمريكية عاملة ومستثمرة في المملكة، تمثل ما يقارب ربع حجم الاستثمار الأجنبي، من بينها 200 شركة اختارت المملكة كمقر إقليمي لها.
وأكد أن رؤية المملكة 2030 نجحت في تحقيق معظم مستهدفاتها، وأحدثت تحولًا اقتصاديًا غير مسبوق يهدف إلى تنويع مصادر الدخل، وتمكين القطاع الخاص ليكون المحرك الرئيسي للنمو في أكبر اقتصاد بالمنطقة. وبيّن أن صادرات المملكة غير النفطية بلغت 82 مليار دولار في عام 2024، كما تم توظيف أكثر من 2.4 مليون مواطن ومواطنة، في حين انخفضت نسبة البطالة إلى أدنى مستوياتها تاريخيًا، مع تضاعف مساهمة المرأة في سوق العمل.
وختم ولي العهد كلمته بالتأكيد على أن ما تم توقيعه اليوم هو جزء من طموح أكبر لاستثمار الفرص وتعزيز التعاون وتبادل المنافع، مشيرًا إلى أن العمل المشترك مع الولايات المتحدة لا يقتصر على الجوانب الاقتصادية فقط، بل يمتد ليشمل جهود إحلال الأمن والسلام في المنطقة والعالم..