
افتتحت جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، أعمال المؤتمر الثاني للإنتربول حول مستقبل العمل الشرطي (2025)، بالشراكة مع المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول)، وذلك برعاية وزير الداخلية رئيس المجلس الأعلى للجامعة الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف.
بمشاركة وفود أمنية من 40 دولة
وتشارك في أعمال المؤتمر وفود أمنية من 40 دولة ومنظمة أمنية عالمية، لاستشراف مستقبل العمل الشرطي في ظل التطورات التقنية المتسارعة، ودعم أجهزة إنفاذ القانون في التعرف على المتغيرات المحتملة والتأهب للتعامل معها بفاعلية.
وسيناقش المؤتمر أوراقه من خلال عددٍ من المحاور أبرزها: استكشاف دور الشرطة في المدن المستقبلية؛ لتمكين جهات إنفاذ القانون من العمل بفاعلية، ووضع إطار كفاءات عالمي لأدوار العمل الشرطي المستقبلي، وتعزيز تطوير القيادة الملهمة لتحقيق الأمن العالمي.
وأوضح رئيس الجامعة د. عبدالمجيد البنيان، أن “نايف العربية” تسهم في بناء القدرات البشريَّة ودعم صناعة القرار الأمني، من خلال برامجها التعليميّة والتدريبيّة، وما تُصدره من دراسات وبحوث وما تُنظِّمه من فعاليَّات وأنشطة استفاد منها الآلاف من منسوبي وزارات الداخليَّة العربيَّة، مقدمًا الشكر لوزير الداخلية على رعايته المؤتمر الذي تستضيفه الجامعة لمدة يومين.
وأضاف د. البنيان أن الجامعة تعتزم مواصلة تحقيق استراتيجيَّتها الهادفة لأن تكون إحدى المؤسَّسات الرائدة في مجال العلوم الأمنيَّة على المستويين العربي والدولي، مؤكدًا أن حصولها مؤخرًا على الاعتمادات الأكاديميَّة المحليَّة والدوليَّة يؤكد أن التعليم والتدريب الذي تُقدِّمه الجامعة يوازي ذلك المقدَّم في أفضل المؤسَّسات التعليميَّة.
كما أشار إلى أن الجامعة تفخر بأن العديد من خِرِّيجيها يتولون اليوم مواقع قياديَّة ويسهمون بفاعليَّة في الحفاظ على أمن دولهم واستقرارها، لافتًا إلى الدعم الكبير الذي تلقاه الجامعة من المملكة (دولة المقر) ومن القيادة الرشيدة التي لا تألو جهدًا في تقديم الدعم المستمر للجامعة وما تقوم به من تحوّلات جذرية تمس كل جوانب الأمن.
ومن جهته، أكد رئيس الإنتربول اللواء أحمد الريسي، أن المؤتمر ينعقد في وقت يشهد فيه العالم تحوّلات جذرية تمس كل جوانب الأمن، حيث ساهمت التقنيات الحديثة في تشكيل بيئة الجريمة، وأصبح المجرمون يستغلون الذكاء الاصطناعي والأنظمة الرقمية لتجاوز الحدود واختراق الأنظمة التقليدية لإنفاذ القانون، ما يستدعي جاهزية تقنية واستشرافية غير مسبوقة.
ولفت اللواء الريسي إلى أن منظمة الإنتربول تعمل مع شركائها على تطوير حلول تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والحوسبة الكمية، وتحليل البيانات الكبرى لمواجهة الجريمة قبل وقوعها من خلال تطوير أدواتها ومبادراتها، مؤكدًا أن إنشاء المكتب الإقليمي الجديد للإنتربول في الرياض خطوة استراتيجية لتعزيز التعاون الأمني المشترك مع الجامعة، ومجلس وزراء الداخلية العرب، وجهاز الشرطة الخليجية، لبناء منظومة أمنية إقليمية أكثر تكاملًا وكفاءة لمواجهة التحديات المشتركة.
قفزات سعودية كبيرة في تحقيق مؤشرات الأمن
بدوره، أكد مساعد وزير الداخلية لشؤون التقنية الأمير بندر بن عبدالله بن مشاري، أن المملكة قفزت قفزات كبيرة في تحقيق مؤشرات الأمن والثقة في المنظومة الأمنية والشرطية ووزارة الداخلية ممثلة في منظومتها الأمنية والشرطية، وبعمل دؤوب من قادة القطاعات الأمنية تتطلع للاستفادة من الشراكات الدولية لتعزيز أمنها وهي تعتز باستضافة المقر الإقليمي للإنتربول، ولديها تجارب ناجحة في توظيف التقنية في منظوماتها الثلاث الخدمية والمؤسسية والأمنية.
وأشار مساعد الوزير إلى أن النجاح والتفوق في المستقبل يتطلبان من العمل الشرطي شفافية جريئة في الإفصاح عن الجرائم وأنماطها وإحصاءاتها وأساليبها ليتمكن المبدعون والمفكرون ومقدمو الخدمات التقنية من تقديم حلول ابتكارية وإبداعية لكبحها ومكافحتها، ما يتطلب جراءة في تطوير بعض التشريعات والقوانين لتعزيز الشراكات مع مقدمي الخدمات والحلول الرقمية والتقنية كي نختصر المسافات ونعزز القدرات الأمنية.