أشادت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونيسكو)، بالتقدم الذي حققته المملكة في الذكاء الاصطناعي؛ مما جعلها نموذجًا عالميًا يحتذى به في تبني هذه التقنيات المتقدمة، وذلك وفقاً لتقرير المنظمة الدولي حول الجاهزية بالمجال.
استعرض رحلة المملكة في الذكاء الاصطناعي
ويأتي التقرير ضمن مبادرات اليونسكو في دعم الدول الأعضاء بقياس جاهزيتها لتبني الذكاء الاصطناعي (RAM)، بطرق تتماشى مع القيم الأخلاقية والمعايير الدولية المتعارف عليها، حيث استعرض رحلة المملكة في ذلك المجال من خلال إنشاء الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) عام 2019، وإطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي عام 2020.
كما أشاد التقرير الدولي بالدعم الحكومي للنهوض بالذكاء الاصطناعي في المملكة، ما دفعها نحو تحقيق عدد من الإنجازات في البيئة التنظيمية للذكاء الاصطناعي، وتعزيز الابتكار، وإدارة المخاطر، ودعم التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص، وتطوير التعليم، ورفع مستوى المهن، وتمكين المرأة في الذكاء الاصطناعي.
واستعرض أيضاً أبرز منجزات المملكة في المجال، ومنها تحقيق المرتبة الأولى عالميًا في “استراتيجية الحكومة للذكاء الاصطناعي” وفقًا لمؤشر الذكاء الاصطناعي العالمي 2024، والمرتبة الثانية عالميًا في الوعي العام بالذكاء الاصطناعي وفقًا لتقرير مؤشر الذكاء الاصطناعي 2023، والمرتبة الأولى إقليميًا في الأداء العام للذكاء الاصطناعي.
زيادة سعة مراكز البيانات إلى 204 ميجاوات
كما تناول تقرير اليونسكو التطور في البنية التحتية بالمملكة باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، ومنها زيادة سعة مراكز البيانات إلى 204 ميجاوات في عام 2023، وإطلاق الحاسوب العملاق “شاهين 3″، وتحسين الاتصال الرقمي عبر مبادرات مثل منصة SPINE.
وأشار إلى إنجازات المملكة في مجال الابتكار والبحث العلمي، حيث تضاعف عدد الأبحاث العلمية في الذكاء الاصطناعي من 4100 عام 2019 إلى 10500 عام 2023، وإطلاق مراكز التميز كمركز KAUST-SDAIA لتعزيز الابتكار في الذكاء الاصطناعي، وتمكين المرأة للعمل ما نتج عنه ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة من 20% عام 2017 إلى 34% عام 2024.
وأضاف بأن المملكة نجحت في جذب استثمارات بقيمة تزيد عن 309 مليارات دولار عام 2023، وإنشاء شركات وطنية متخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي، واستضافتها القمة العالمية للذكاء الاصطناعي التي أصبحت منصة رائدة على المستوى الدولي، وعززت المشاركة الفعالة في مؤتمرات ومنتديات الذكاء الاصطناعي العالمية لتعزيز التعاون الدولي.
خارطة طريق واضحة لاستخدام فعال ومستدام للتقنية
وتطرق التقرير لوضع منهجية تقييم الجاهزية (RAM) التي طورتها منظمة (اليونسكو)، لتقييم استعداد الدول لتبني الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومسؤول، وتضمنت المنهجية بالنسبة للمملكة 6 مجالات رئيسة هي: الحوكمة الوطنية، التشريعات والتنظيمات، والمجتمع والثقافة والاقتصاد، والبحوث والتعليم، والأبعاد الاقتصادية، والبنية التحتية التقنية.
بدورها، نوهت مساعد المدير العام للعلوم الاجتماعية والإنسانية في اليونسكو غابرييلا راموس، بجهود سدايا في وضعها أسسًا قوية للحوكمة، معربة عن تقديرها للتعاون القائم بين المملكة والمنظمة وثقتها بقدرة المملكة على تحقيق نتائج إيجابية مستدامة من خلال الذكاء الاصطناعي، مبينة أنها تمتلك خارطة طريق واضحة لتحقيق استخدام فعال ومستدام لتقنيات الذكاء الاصطناعي.