
كثفت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي “سدايا”، جهودها في رفع مستوى الوعي باستخدامات تقنيات الذكاء الاصطناعي على المستويين المحلي والدولي، تحقيقًا لمستهدفات رؤية المملكة 2030 الرامية إلى صناعة مجتمع المعرفة، وزيادة الوعي بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وبناء القدرات الوطنية في هذا المجال.
وشملت جهود المملكة في هذا المجال على المستوى الدولي، مقترح إنشاء المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي (ICAIRE) ، وهو ما حظي برعاية منظمة اليونسكو من الفئة الثانية.
استهل المركز جهوده بعدد من المشروعات بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
ويعد المركز الدولي، الذي يتخذ من الرياض مقرًا له، من أهم الجهود التي بذلتها “سدايا” لمواصلة عملها الدؤوب في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي ليكون المركز منارة في الذكاء الاصطناعي، إذ يسلّط الضوء على 4 مجالات هي: تقديم الدعم في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي، وتعزيز الوعي والتواصل بشأن أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، وتقديم التوصيات ذات الصلة بسياسات الذكاء الاصطناعي فضلًا عن بناء قدرات الذكاء الاصطناعي، والإسهام في الجهود العالمية التي تخدم البشرية في مجالات الذكاء الاصطناعي.
وبدأت الهيئة قصة إنشاء المركز بعد عام واحد من إنشائها، إذ أطلقت وحدة الدعم الدولي لأبحاث الذكاء الاصطناعي في المركز الوطني للذكاء الاصطناعي التابع لها، وخلال عامين أعادت الهيئة هيكلة الوحدة، لتصبح المركز الدولي لأبحاث وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وتقدمت الهيئة بمقترح باسم المملكة لاستضافته في الرياض برعاية منظمة اليونسكو، وفي عام 2022 صدرت موافقة مجلس الوزراء بمنح الموافقة المبدئية على تصنيف المركز من الفئة الثانية.
وفي يوليو 2023، صدرت موافقة مجلس الوزراء على إنشاء المركز في مدينة الرياض، وفي 16 نوفمبر 2023 أقر المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو” في دورته الـ42 منح المركز (ICAIRE) صفة مركز دولي من الفئة الثانية تحت رعاية المنظمة الأممية.
واستهل المركز جهوده بعدد من المشروعات الخاصة بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، منها دعوة الباحثين والمختصين من مختلف دول العالم للمشاركة في مبادرة بحثية دولية مرتبطة بأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة؛ تهدف إلى دعم البحث العلمي متعدد التخصصات في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي.
وشارك في المبادرة 45 باحثًا وأكاديميًا وخبيرًا تقنيًا من 14 دولة، وغطت المبادرة 6 مجالات بحثية رئيسية، تشمل المبادئ الأخلاقية في تصميم أنظمة الذكاء الاصطناعي، والتصميم المرتكز على الإنسان، وكشف التحيزات والعدالة الخوارزمية، والاستخدام المسؤول لنماذج اللغة الضخمة، إضافة إلى المنظورات الثقافية والعدالة في تحليل التفاوتات التقنية والاجتماعية.
وخلال العام الجاري، أعلن المركز إطلاق النسخة الثانية من مبادرة (إليفيت) بالشراكة مع مايكروسوفت وبدعم من “سدايا” لتدريب 5 آلاف امرأة في العالم، وذلك ضمن استراتيجية تستهدف تمكين 25 ألف امرأة عالميًا في مجال الذكاء الاصطناعي بما يكفل تعزيز الشمولية وتمكين المرأة، ويسهم في تطوير الأبحاث والممارسات الأخلاقية في الذكاء الاصطناعي.
وتركز هذه المبادرة على تقديم تدريب متكامل عبر دورات وورش عمل تفاعلية وجلسات إرشاد بواقع 26 ساعة على مدى 6 أسابيع، مع منح المشاركات شهادات حضور وفرصة التقديم على شهادة (Microsoft Azure AI-900)، وبلغ عدد المسجلين حتى الآن في المبادرة أكثر من 22 ألف امرأة من 92 دولة.
كما أطلق المركز منصة (ThakAI) لتكون مصدرًا معرفيًا رائدًا للذكاء الاصطناعي الأخلاقي والمسؤول، إذ تحتوي على معجم الذكاء الاصطناعي ورادار تقنيات البيانات والذكاء الاصطناعي.
وضمن إطار تعميق الحوار العالمي، شارك المركز في مؤتمر القمة العالمية للذكاء الاصطناعي الذي عُقد في المملكة العربية السعودية، ونظّم جلسة مشتركة مع منظمة ICESCO والمجلس الاستشاري رفيع المستوى للأمم المتحدة (UN HLAB) لمناقشة قضايا الذكاء الاصطناعي تحت شعار “حوكمة الذكاء الاصطناعي من أجل البشرية”.